HMSMILA Admin
عدد المساهمات : 175 تاريخ التسجيل : 13/03/2009 العمر : 43
| موضوع: أساليب تغيير الرأي العام الإثنين 22 مارس 2010, 10:55 am | |
| تعددت أساليب تغيير الرأي العام فهناك أساليب سلبية وهناك أساليب ايجابية، هذه الأساليب بيَّنها الدكتور مختار التهامي في أربعة : 1- أسلوب التكرار والملاحظة : يؤمن الكثير بأن أسلوب التكرار هو أنجح الأساليب لتغيير الرأي العام وهذا الأسلوب اتبعته ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية. وقد وصف (غوبلز) وزير الإعلام الألماني قبل الحرب العالمية الثانية هذا الأسلوب قائلا: إن سر الدعاية الفعالة يكمن لا في إذاعة بيانات تتناول آلاف الأشياء، ولكن في التركيز على بضع حقائق فقط، وتوجيه آذان الناس وأبصارهم إليها مرارًا وتكرارا.
2- أسلوب الإثارة العاطفية: إن احترام الجماهير يقوم على المناقشة والإقناع، أما إثارة عواطفها فما هو إلا تعبير عن الاحتقار لتلك الجماهير. لقد كان القائمون على الإعلام في ألمانيا قبل الحرب العالمية يؤمنون بأن استجابة الجماهير تقوم على العاطفة لا على العقل ولذلك فقد وجهوا جهودهم إلى مخاطبة العواطف، وخاصة عاطفة إثارة الحقد والكراهية التي تقوم على التشهير والتشويه وقلب الحقائق.
3- أسلوب عرض الحقائق: ويعتمد هذا الأسلوب على عرض الحقائق كما هي على الجماهير إيمانًا بأن الحقائق الناصعة أقوى أثرا وأبقى على الزمن من عرض الأكاذيب والشائعات، وهذا الأسلوب يقوم على احترام عقلية الجماهير، واحترام توجهات الوطن .
4-أسلوب تحويل انتباه الجماهير: إن معارضة الرأي السائد بين الجماهير هو أمر صعب فمعارضة رأي أو تيار قد استقر في نفوس وعقول الجماهير يبدو صعبًا حتى لو كان ذاك الرأي أو التيار خاطئًا لذلك نرى الكثير من القائمين على الإعلام يلجؤون في مثل هذه الحالة إلى تحويل انتباه الجماهير إلى موضوع آخر في مثل أهمية الموضوع الذي تتبناه الجماهير. وأضاف الدكتور خالد اللحام أسلوبًا خامسًا وهو: 5- أسلوب الإشاعات: إشاعة معينة تجعل الناس يهتمون بقضية معينة كانوا غير مهتمين بها من قبل.
والرأي العام ليس دائما على صواب، فقد يكون نتيجة لتأثير قوًى ضاغطة لها قوتها ولها وسائلها الفاعلة. كما أن الرأي العام ليس صالحًا دائما فنرى في الغرب رأيًا عاما يدعم الفساد كالإجهاض وتقنين الفاحشة وغيرها. ويجب التنبيه إلى أن ليست كل توجهات الرأي العام إيجابية، فالجماهير قد لا تكون على درجة من الوعي السياسي والثقافي فيكون تحركها استجابة لتأثيرات: داخلية أو خارجية قد توجهها للطريق الخطأ الذي لا يخدم الوطن ولا مصالحه العليا. كما أن صناع القرار قد لا يستطيعون إما لأسباب أمنية أو لاعتبارات أخرى إحاطة الجماهير بكل ما يتعلق بسياساتها أو توجهاتها لإيمانها بأن غالبية الجماهير وخاصة البسطاء يجهلون المصلحة الحقيقية للوطن خاصة تجاه موقف ما أو قضية معينة، فالسواد الأعظم غالبًا ما يتحرك تحت تأثير العاطفة والارتجال والتسرع.
إما الإسلام فقد اعتمد في تكوينه كما ذكر الأستاذ حيدر قفه على أسس ثلاثة هي: أولا: العبادة لتقوية الضمير المتصل بخالقه، الرقيب عليه في السر والعلن. لأن المسلم ينطلق من عقيدة راسخة بأن الله مطلع عليه في كل أفعاله وأحواله. ثانيا : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لخلق البيئة الصالحة التي يتعايش فيها المسلم. ثالثا: تقوية خلق الحياء لأن من يتملكه الحياء لا يقدر على فعل ما يعاب وإن نازعته في ذلك نفسه الجهول، ولا يقصر في مطلوب منه ممدوح وان استمالته للتقصير صوارف آنية ضاغطة، ولذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الحياء لا يأتي إلا بخير " . إن الصحة لا تكون حكمًا لازمًا مع الكثرة كما قال سبحانه وتعالى: " وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله " . إذن فالقضية تمييز بين حق وباطل، لا انبهار بكثرة، فقد تكون الكثرة غير صالحة، ولا خير فيها، وقد يكون الخير في القلة الصالحة. أما من يزعم بأن الانفراد بالرأي خروج على إجماع الأمة، فقد رد على ذلك ابن مسعود رضي الله عنه: " الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك " . | |
|