(القانون الأساسي لحركة مجتمع السلم(حمس

الديباجة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن حركة مجتمع السلم التي ولدت من رحم الشعب الجزائري البطل واحتضنتها شرائح المجتمع المختلفة في خضم الأحداث التي صنعت ماضيه وحاضره تسعى جاهدة لتحقيق كرامة الجزائريين وطموحاتهم في الحرية والديمقراطية والتعددية وفي الرقي والازدهار وفي الأمن والاستقرار عبر التجنيد الواسع والنضال المتواصل في ظل ثوابت الأمة التي على رأسها الإسلام والعربية والأمازيغية.

في سبيل إنجاز هذه الأهداف السامية، تستعين حركة مجتمع السلم بالمناضلين الصادقين والمؤسسات القوية والهياكل الفعالة، يؤطر كل ذلك قانون أساسي مدعم بمنظومة اللوائح بهدف تعريف الهياكل الوطنية والقاعدية وضبط المهام والصلاحيات وضمان الاستقرار التنظيمي. كما أن المؤتمر يشكل الفرصة الدورية لتكييف الهياكل وآليات العمل وفق متطلبات كل مرحلة جديدة.

بهذه الصورة تسعى حركة مجتمع السلم إلى تكريس مبادئ الشورى والديمقراطية ومعاني الحيوية والتطور والمرونة والتـوازن في هياكلها ومؤسساتها قـبل سعيها لتكريس ذلك في هياكل ومؤسسات الدولة الحديثة التي تنشدها.

إن هذا القانون الأساسي، بقدر ما هو مستمد من مبادئ الحركة وسياساتها، بقدر ما يتـقيد بالدستور وقوانين الجمهورية. إنه يضع آليات لممارسة الشورى والديمقراطية، وإتقان فنون الحوار والتداول وصولا إلى صناعة المواقف والقرارات.

كما تسعى حركة مجتمع السلم وفق هذا التصور لتجنيد المناضلين من أفراد المجتمع في إطار المنهج السلمي للتغيير لتصنع منهم رجالا يكونون أهلا لقيادة المجتمع ويكونون فعلا رجال دولة يخدمون الأمة ويحققون فيها مرجعيات الصلاح.

بهذا ترى حركة مجتمع السلم طريقة تحقيق التغيير وإنجاز الإصلاح، طريقة تحمل أفرادها عليها من خلال توطينهم على المقاصد السليمة والنوايا المخلصة والعمل الصحيح والأداء الصائب. كل ذلك مصداقا لقوله تعالى :

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

الباب الأول

المادة 01 : تحمل الحركة التسمية التالية : حركة مجتمع السلم ومختصرها بالأحرف اللاتينية H.M.S.

شعارها : العلم ـ العدل ـ العمل

المادة 02 : المرجعية:

ـ الإسلام بمصادره ومقاصده باعتباره قوة جمع وتوحيد وضبط لتوجهات الأمة وتطلعاتها، ومصدر إلهام وتجديد وعنصر تفاعل للشعب ورعاية مصالحه عبر الاجتهاد الجماعي.

ـ تراث الحركة الوطنية وجمعية العلماء المسلمين والزوايا التي كانت منبع إحياء الروح الوطنية والجهادية في الشعب الجزائري.

ـ بيان أول نوفمبر 1954 ببنوده وأهدافه وما يشكله من نظرة شاملة ومتوازنة للدولة الجزائرية المنشودة ودورها في المحيط العربي والإسلامي والعالمي.

ـ القيم الحضارية التي توصل إليها الفكر الإنساني لإسعاد البشرية وتحقيق استقرارها.

المادة 03 : الثوابت والمبادئ

ـ الإسلام عقيدة ينبثق عنها تصور متكامل للإنسان والكون والحياة، كما أنه أحكام تنظم جوانب ومجالات الحياة كلها وقيم تربط الأفراد والمجتمعات.
ـ الوحدة الوطنية ترابا وشعبا وتراثا واعتبار التنوع الموجود عنصر قوة انصهرت مكوناته عبر التاريخ خلال نضال وتضحيات الشعب الجزائري.

ـ الانتماء للأمة والحضارة العربية والإسلامية، فالجزائر جزء من هذه الأمة وهويته من حضارته، فكما أعطت الجزائر لمحيطها العربي والإسلامي أخذت منه، وكما تضامنت مع قضاياه كانت محط اهتمام ودعم واقتباس، ومن خلال هذا الانتماء تحقق خيرية هذه الأمة.

ـ اللغة العربية كوعاء ضمن للأمة تراثها وحافظ على كيانها وساعد في تجميع عناصرها.

ـ اللغة الأمازيغية بكل أشكالها التعبيرية كأحد الأصول التي تجذرت في عمق التاريخ واستمرت في الوجود تقدم صور الإبداع.

ـ النظام الجمهوري الذي يكرس حق الشعب في اختيار حكامه دون إكراه أو وصاية ويحقق العدل والمساواة والحرية والشورى والديموقراطية في كل المؤسسات وعلى جميع المستويات.

ـ الحريات الخاصة والعامة باعتبارها مبدأ إسلاميا ومطلبا إنسانيا يتيح لكل مواطن الحق في التعبير عن آرائه وأفكاره والحق في العمل والكسب والتنقل والعيش الكريم.

ـ التـداول السلمي على السلطة كطـريق أمثل لمعالجة إشكـالية الشرعية في الحكـم.

المادة 04 : الأهداف والأوليات

ـ استمرار العمل لتحقيق وتجسيد الأهداف التي نص عليها بيان أول نوفمبر.

ـ الاهتمام ببناء المواطن وإصلاحه باعتباره العنصر الأساس في عملية الإصلاح والتغيير نحو الأحسن، وذلك عبر إيجاد المواطن الصالح والأسرة الصالحة والمجتمع الصالح لتحقيق الحكم الصالح والراشد.

ـ الدفاع عن قيم الشعب وثوابته ومبادئه وإشراكه في حل المشاكل والخروج من الأزمة.

ـ توطيد الأمن والاستقرار وذلك من خلال المصلحة الوطنية فكرا وسلوكا بين شرائح المجتمع وفئاته المختلفة وتحقيق الثقة بين الحاكم والمحكوم

ـ تحسين المستوى المعيشي لأفراد الشعب، وتوظيف جميع المقدرات الوطنية لتوفير فرص العمل والعمل على حماية الثروات العامة وحسن الاستفادة منها.

ـ انتهاج سياسة مالية واقتصادية توفر للجزائر والشعب الجزائري الاستفادة من مقدراته وحسن توظيف علاقاته الإقليمية والدولية.

ـ ترقية التحالفـات السياسية بما يخـدم ثوابت الأمة ومبادئها ويحقق للحركة أهدافها.

ـ الاهتمام بالجالية الجزائرية بالخارج بما يحفظ هويتها وقيمها ويشركها في التنمية الوطنية في المجالات المختلفة.

ـ تمكين الجزائر من القيام بدورها المتقدم على المستوى الإقليمي والدولي من خـلال نصرة القـضايا الإنسانية العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين وقضايا الأمة العربية والإسلامية.

ـ الدفاع عن حقوق الإنسان بما يدفعها نحو المزيد من الحرية والكرامة.

المادة 05 : تعتمد الحركة على الوسائل التالية :

ـ التربية والتكوين وفقا لقيم الشعب ومبادئه وفي إطار الثوابت الوطنية والمبادىء والقيم الإسلامية.

ـ الدعوة والإعلام.

ـ المشاركة في الانتخابات للوصول إلى المؤسسات الدستورية والمساهمة السلمية في صناعة القرار بما يخدم مصلحة البلاد والشعب ووحدته وتقدمه.

ـ الحوار كأسلوب حضاري للتفاهم وحل النزاعات.

ـ التضامن الوطني كوسيلة حضارية لتقوية روابط المجتمع وإلغاء ثقافة الحقد والتهميش والإقصاء.

ـ وسائل التعبير والتعبئة السياسية المختلفة.