HMSMILA Admin
عدد المساهمات : 175 تاريخ التسجيل : 13/03/2009 العمر : 43
| موضوع: سأل عنه فلم يجبه أحد السبت 09 أبريل 2011, 5:02 am | |
| بقلم د . مراد عروجحدث هذا في الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني في شهر جوان 2001عندما سافر الشيخ عبدالرحمن سعيدي إلى الخارج من أجل العلاج فبلغ مسامع الشيخ محفوظ - قدس الله سره- أن الإخوة ليس لهم خبر فغيـّر موضوع محاضرته من الحديث عن الواقع السياسي الجزائري و استشراف المستقبل إلى الحديث عن أهمية الإهتمام ببعضنا البعض لنكون صفا قويا يستطيع أن يـُحدث التـّغيـيـر. نظر إلى القاعة يبحث عنه في الحضور فلم يجده، سأل عنه فلم يجبه أحد، فغضب و بكى. أيمكن أن يغيب واحد منكم و لا تسألوا عنه، أيجوز أن يمرض و لا تعودوه، أيعقل أن يحزن و لا تواسوه، أيقبل أن يفرح و لا تهنئوه، أيليق أن يسافر و لا توصوه، أيمكن أن يغادر البلد مهاجرا و لا تـُطمئنوه على أهله و أولاده. اسألوا عنه، عودوه، واسوه، هنئوه، أوصوه، طمئنوه و اخلفوه في أهله و أولاده. حِـسٌّ جمالي، أخلاق عالية و اهتمام بالآخر، تلك سمات رجال أطايب النفوس، الفرد عندهم رأس مال يرعونه، يحافظون عليه، يـُنـمّـوه، فردٌ هو أساس بناء الأسرة، فردٌ إنسان ذو مشاعر أحس بأهميته عند إخوانه، فأعطى و قدّم و ضحّى و ناضل و تنازل، أعطى أعز ما يملك: الوقت و المال و الشباب، قدّم حركته على نفسه و أهله و أولاده، ناضل من أجل أهداف سامية، تنازل و آثر إخوانه فلم ينافسْهم في شيء. نماذج عرفنا منها الكثير في حركتنا. عرفنا شيخا ذا حِسٍّ و ذوق جمالي رفيع، تصدّق بعرضه و اتـّسع صدره للجميع، رفع شعار" أنا لها": أنا لكل صعبٍ لا يقدر عليه إلا الرجال، أنا بنـّاءٌ يبني وحدة تجمع بين التاءات الأربع: تلمسان، تبسة، تمنراست، تيزي وزو، أنا معلـٍّمٌ علمت الناس كيف يتنازلون أمام مصلحة الوطن، أنا لو خـُيٍّـرت بين الحركة و الجزائر لاخترت الجزائر، أنا جزائري عالـَمي أبكي ضعف أمتي، أتحسر على تدنيس الأقصى، أنا بكيت في أيامي الأخيرة من حياتي على الأمل- فلسطين الأمل-. شيخا ربى رجالا و صنع منهم نماذج رائعة تضرب المثل. عرفنا منهم من اقـتـُرح ليصبح وزيرا فاعتذر و تبرع بمبلغ من المال مقابل اعتذاره، عرفنا منهم من تبرع بماله من أجل القضية المركزية، عرفنا منهم من جاءت تبكي و هي تحمل مجوهراتها، تبكي و تقول تمنيت لو كنت أملك أكثر من ذلك لأضحي به، عرفنا منهم من تركت أولادها عند أمها و خرجت تعمل من أجل الحركة، من أجل المشروع. كثير منهم إذا حضروا لم يـُعـرفوا و إذا غابوا لم يـُفـتـقـدوا. رجال و نساء هم بيننا، فابحثوا عنهم و اقـتـدوا بهم و اجعلـوهم مصابيح تنير لكم الطريق. منقول للفائذة من موقع الحركة | |
|