التربية .. وصدق الانتماء

لقد تبين أننا ضعاف في الاختبار! ..
ألم ترى كيف محصَّنا البلاء ؟.. وكأن الله تبارك وتعالى تقبّل منا الدعوة وطالبنا بالدليل .. وقبول الدعوة في ذاته نجاح ورضا ..
ولكننا لم نبرهن على قوة الاحتمال فما أحوجنا إلى قوة الاحتمال ! وما أحوجنا معها إلى قوة الإيمان!
أحببت أن أبدأ خاطرتي هذه بكلمات الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله .. وأن أتوقف على كلمة " قوة الاحتمال " ومن قبلها قوة الايمان!

إنّ الله جل وعلا قد شرّفنا بالانتماء الى هذه الدعوة المباركة فجعلنا من جنودها .. تلك الدعوة التي تعمّقت جذورها في أعماق الأرض الطيبة فأنبتت قادة وشهداء وعظماء وخير جنود .. ولا يزال العمل مستمراً بقلوب واعية ونفوس للحق طالبة .. حاديها نداء الايمان ورضا الرحمن جل وعلا .. ولكن .. على الطريق مطبّات وحُفَر ..

إن الابتلاء سنّة كونيّة شاءها المولى عز وجل ليمحّص المؤمنين .. " أحَسِب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفْتَنون " فكيف سيقوى جنود الدعوة على مواجهة هذه الابتلاءات إن لم يكونوا على مستوى عالٍ من الايمان والتربية؟! ومن بعد الثبات على المِحَن يكون الثبات حين النصر أمتن وأعز لنفوس أكبر !

إنّ على عاتق أبناء الدعوة اليوم عبئاً ليس بالهيّن لو نظروا الى الهدف المنشود " أستاذية العالم " .. ولكن كيف سيكون الانتشار دون ترسيخ لمفاهيم أساسية في النفوس من تجرد ونكران ذات وإخلاص وأخوّة حقّة ..

يقول الإمام البنا رضوان الله تعالى عليه: " إني لا أخشى عليكم الدنيا مجتمعة، ولكني أخشى عليكم أنفسكم " !! فالمكائد الخارجية والغزو الفكري والأعداء المتربصين بما فيهم شياطين الانس والجن أخطار قد تهون أمام أخطار النفس وانحرافاتها!!

(م ل ف)[/size]