HMSMILA Admin
عدد المساهمات : 175 تاريخ التسجيل : 13/03/2009 العمر : 43
| موضوع: إذا القوم قالوا: مَنْ فتىً؟ خِلْتُ … أنني عُنيتُ، فلم أَجْبُنْ ولم أتبلَّدِ !! الجمعة 24 أبريل 2009, 11:12 pm | |
| أ. حديبي المدني روى ابن عساكر بإسناد صحيح: "الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك". وأخرج الترمذي في سننه 4/467: سئل عبد الله بن المبارك: من الجماعة؟ فقال :أبو بكر وعمر. قيل له قد مات أبو بكر وعمر. قال: فلان وفلان. قيل له: قد مات فلان وفلان؟ فقال عبد الله بن المبارك: أبو حمزة السكري جماعة. قال الترمذي: وأبو حمزة هو محمد بن ميمون وكان شيخاً صالحاً وإنما قال هذا في حياته عندنا.أقول: إن هناك ناساً من حملة الحق من أهل العلم والصلاح تتمثل بهم صيغة الحق المتوارثة في الأمة علماً وعملاً فهؤلاء علم على الجماعة فحيثما كانوا تكون الجماعة... وهذا من فضل الله على هذه الحركة أن جعل لها من تعرف بهم الحق، وإن كان الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق، ولكن الله عز وجل جعل في هذه الحركة أعلاماً للهداية: {إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو سلك الناس شِعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار". وإن الحركة لم تخل من أعلام هدى يطمئن الناس من خلال الاقتداء بهم على أنهم سائرون في الطريق الصحيح من أصحاب الفروسية الروحية وغراس المحاضن التربوية وحراس الثغور الدعوية... قال تعالى:وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون.قال الشاطبي:إذا ثبت أن الحق هو المعتبر دون الرجال ، فالحق أيضا لا يعرف دون وسائطهم ، بل بهم يتوصل إليه ، وهم الأدلاء على طريقه..من سماتهم:1-الثبات:من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه،ومنهم من ينتظر ،وما بدلوا تبديلا..: يظل الأخ عاملا مجاهدا في سبيل غايته مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والأعوام , حتى يلقى الله على ذلك وقد فاز بإحدى الحسنيين , فإما الغاية وإما الشهادة في النهاية.. والطريق طويلة المدى بعيدة المراحل كثيرة العقبات , ولكنها وحدها التي تؤدي إلى المقصود مع عظيم الأجر وجميل المثوبة..علو الهمة في الثبات حتى في الممات: كان من رعيل العراق الأول : أبو صفوان الدباغ صاحب رسالة ( مع الناشئة ) ، الرسالة الصغيرة البسيطة الطريفة حدثـني الثـقة من أقـرانه ، قال : ( كان مريضاً بالسرطان ، و اشتـد مرضه سنة اثـنتين و خمسين و تسعمائة و ألف ، فـرقـد في المستـشفى أياماً ، و كأنه أحسّ بلحظات حياتـه الأخيرة ، فطـلـب مواجهة قائد الدعوة آنذاك ، فجاءه و معه بعض الدعاة فأعلمهم بـقـرب مـوتـه ، وشهد أن لا إله إلا الله ، و قرأ شيئاً من القرآن ، و صافح يد القائد ، و أعلن تجديد بيعته وثباته على هذه الدعوة و حمّلهم السلام إلى من كان من الدعاة آنذاك و إلى من سيـلـتحق بعد ، ثـم أعـاد الـشهـادة و مـات مـن فـوره ، بـعـد تـجديـد بـيـعـتـه بـقـلـيـل ) .. رحمه الله.. فتأمل هذه منـقبـة لا يرزقها إلا من كان توجهه صادقاً في حياتـه.. وتأمل علو همته . كأنه في قاعة مطار يودع أو على رصيف محطة قطار.. أخ لك سابق غادر الحياة ولـعـلـك لم تولد بعد يحييك ويـبـلغـك السلام ، و يطلب منك الثبات على هـذه الدعوة التي جربها في آخـر لحظات حياته فـوجد لـذة السيـر إلى مـن أنـعـم بـهـا عـلى عباده.. إن في ذلـك لعبرة تـغـنـي الـلـبـيـب عن كثير من الكلام المنمق والبلاغة المتـكـلـفـة.. حقـاً إن الهمم مراتـب ، ولا تـعـلـو هـمة في نهايتها وعند موتها إلا إذا علت في بدايتها ..
أخي هل تُراك سئمت الكفاح .... وألقيتَ عن كاهليك السلاح فمن للضحايا يواسي الجراح..... ويرفع راياتها من جديد
أخي: إن ذرفت عليَّ الدموع ... وبللت قبري بها في خشوع فأوقد لهم من رفاتي الشموع ... وسيروا بها نحو مجد تليد أخي: إنْ نمتْ نلقَ أحبابنا .... فروضات ربي اُعدَّت لنا وأطيارها رفرفت حولنا ... فطوبى لنا في ديار الخلود أخي إنني ما سئمتُ الكفاح ... ولا أنا ألقيتُ عني السلاح فإنْ أنا متُّ فإني شهيد ..... وأنت ستمضي بنصر جديد
قد اختارنا الله في دعوته .... وإنا سنمضي على سنته فمنا الذين قضوا نحبهم .... ومنا الحفيظ على ذمته
تابع
عدل سابقا من قبل HMSMILA في الجمعة 24 أبريل 2009, 11:18 pm عدل 1 مرات | |
|
HMSMILA Admin
عدد المساهمات : 175 تاريخ التسجيل : 13/03/2009 العمر : 43
| موضوع: رد: إذا القوم قالوا: مَنْ فتىً؟ خِلْتُ … أنني عُنيتُ، فلم أَجْبُنْ ولم أتبلَّدِ !! الجمعة 24 أبريل 2009, 11:16 pm | |
| 2-الربانية:رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار.....وصفهم علي رضي الله عنه بقوله: أما الليل فصافون أقدامهم تالون لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ويستثيرون دواء دائهم ، إذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً وظنوا أنها نصب أعينهم ، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم فهم حانون على أوساطهم مفترشون لجباههم وأكفهم وأطراف أقدامهم لا يرضون من أعمالهم القليل ولا يستكثرون الكثير فهم لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون..
3-عشاق ليلى:
مررت على الديار ديار ليلى ** أقبل ذا الجدار و ذا الجدار و ما حب الديار شغفن قلبي ** ولكن حب من سكن الديار هذه الحركة الحسناء هي أجمل من بثينى وأحلى من ليلى وأروع من مي..لا يعرف قيمتها ولا يتذوق حلاوتها ولا يدرك شرفها إلا الفارس المحب الذي لا يترجل... ..والمثال الأقرب للداعية ليس هو الطبيب ، ولا المهندس ، ولا المدرس ،فكلهم ينتظر الراتب آخر الشهر ، ونهاية الدوام ،وكلهم مشروعه مرتبط بأمر يتحقق ، ولكنه العاشق والمتيم ! ... والذي ينتظر المعشوقة بفارغ الصبر ، ولا يشعر أو يحصي كم بذل من أجلها من وقته واهتمامه ، والذي إذا سدت في وجهه الأبواب ، دخل من النوافذ ! وإذا استعصت عليه الحيل ، أتى بأخرى.. وكم أرتنا الدعوة وأحداثها إخوان ليلى هؤلاء،الذين امتزجت أرواحهم بروح الدعوة ، وذابت رغباتهم وطموحاتهم وآمالهم في تيار الدعوة،وصابروا في ثغور النشاط على سنة التواضع والفقر،بغير مال،ولا شهادة دراسة عليا،ولا لقب ولا سيارة ،ولا مركز مرموق،بل بالقميص المخرق المرفأ.. حتى إذا جد يوم البذل والتنافس الخيري رأيتهم الزعماء حقا!!...يقودون جمهرة المؤمنين...ويضربون الأمثال لمن يروم التحدي...ولو صنفهم الناظر لهم بعين الموازين الدنيوية والأعراف الوظيفية لوضعهم في المؤخرة ...لكن العارف بلغات القلوب ولهجات الأرواح يميز المنازل السامية التي احتلوها... فيؤسر إعجابا...وينشد احتراما...فينطق لسانه بأزكى الدعاء لهم ...لما رأى من نبض ووميض..؟؟؟
4-شعارهم الصبر وراحتهم في التعب:يقول الشيخ الراشد: إنكم في دعوة أيها الأخوة لها تحرك فكري سياسي إصلاحي أخلاقي شامل، ولابد لكم من تعب مضاعف متواصل، وضغط على النفس،وبذل..ولن يذوق الداعية المسلم حلاوة الحياة ما لم ترتجف يده إنهاكا إذا رفع قدح الماء إلى فمه يريد أن يرتشف، ولا يحق له أن يظن في نفسه أنه مشارك ما لم ينم جالسا، يغلبه التعب..
5-الوفاء: كلمة مرة يجب أن يتقبلها الدعاة، فإن كتف الدعوة يئن لكثرة الذين حملهم وتنكروا له..
فيا عجباً لمن ربيتُ طفلاً ** ألقِّمه بأطراف البنانِ أعلمه الرماية كل يومٍ ** فلما اشتد ساعده رماني وكم علمته نظم القوافي ** فلما قال قافية هجاني ..هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم عجوزا كانت تأتيه أيام خديجة!! من باب الوفاء والاعتراف بالجميل..فكيف لا نفي لحركة حسناء جميلة ؟؟ ولا نثبت على دعوة علمتنا الوداد وأفادتنا ألفاظا من الحب والوفاء...كأن لم تكن بيننا وبينها مودة وخبز وملح كن أبا خيثمة: روي أن أبا خيثمة الأنصاري رضي الله عنه بلغ بستانه ، وكانت له امرأة حسناء فرشت له في الظل ، وبسطت له الحصير، وقربت إليه الرطب والماء البارد ،فنظر فقال: ظل ظليل ،و رطب يانع ، وماء بارد ، وامرأة حسناء ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحر والريح!! ما هذا بخير...فقام فرحل ناقته ، وأخذ سيفه ورمحه، ومر كالريح..فنظر رسول الله عليه وسلم خلفه فإذا براكب وراء السراب..فقال:كن أبا خيثمة...فكان!!ففرح به رسول الله عليه وسلم واستغفر له..
ويحك يا نفس احرصــي على ارتياد المخلـص وطاوعــي، واخلصــي واستمعـي النصح وعي واعتبري بمـن مضـــى من القـرون وانقضـى واخشي مفاجــأة القضــاء وحاذري أن تخدعــي.. المراجع: الإجابات:سعيد حوى. الرقائق وأصول الإفتاء :الراشد. منقول عن موقع الحركة | |
|