elaahd
عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 29/04/2009 العمر : 33
| |
elaahd
عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 29/04/2009 العمر : 33
| موضوع: رد: يلومونني في سالم وألومهم...وجلدة بين العين والأنف سالم..!! السبت 16 مايو 2009, 9:22 am | |
| قال الفقيه ابن عقيل شيخ النحاة: يا من يجد في قلبه قسوة..أحذر أن تكون نقضت عهدا..فإن الله تعالى يقول:فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية..!!! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ُتعرَض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا ، فأي قلب أُشْرِبَهَا نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نُكِت فيه نكتة بيضاء ؛ حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مُرْبَادًّا كالكوز مُجَخِّيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أُشْرِبَ من هواه . يقول الداعية الحبيب الدكتور أبو شادي: والإتيان بالفعل « تُعرض » بصيغة المضارع دلالة على أن العرض مستمر طيلة الحياة لا ينتهي حتى تنتهي أنت إلى قبرك ، لكن الفتن تختلف ، بل لكل زمن فتنة ، والشيطان في كل الأحوال ملحاح لا يدع المحاولة مع أي أحد وفي أي عمر كان. ومعنى « عُودا عُودا » أي تُعاد وتكرَّر مرة بعد مرة ، لذا أوردها النووي في رواية بلفظ « عَوْدا عَوْدا » ، ومعنى عرض الحصير أي كما يُنسج الحصير عودا عودا ، وذلك أن ناسج الحصير عند العرب كلما صنع عودا أخذ آخر ونسجه ، فشبَّه عرض الفتن على القلوب واحدة بعد أخرى بعرض قضبان الحصير على صانعها واحدا بعد واحد ، فمن القلوب من يُشرَب هذه الفتنة ، ومعنى أُشربها أي استسلم لها حتى دخلت فيه دخولا تاما وحلت منه محل الشراب ، ومنه قوله تعالى ﴿ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبهمْ الْعِجْل ﴾ أي حب العجل. وأمام هذا السيل المنهمر الذي تتابع على القلب يسودُّ القلب ، ويظل يهوي وينتكس ويذوي ويرتكس حتى يصبح كالكوز مُجَخِّيا أي مقلوبا ، وهل يبقى في الكوب المقلوب شيء؟ وكذلك هو لا يبقى ولا يثبت فيه أي خير ، ومعنى آخر لقوله « منكوسا » أي تنقلب عنده حقائق الأمور ، فيرى الباطل حقا والحق باطلا ، والهلاك نجاة والنجاة هلاكا ، والحامض حلوا والسكر ملحا ، وهذه عاقبة كل من استسلم لضعفه وركع لهواه . ومن يك ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ ... يجد مُرَّا به الماءَ الزلالا وتأمَّل قوله : « مُربادَّا » أي يحمل بقايا بياض في عموم سواد ، وهذا دلالة على أنه ما كان أسود يوم خلقه الله ، بل كان أبيض ناصع بياض الفطرة ليحمل الخير ويدوم عليه ؛ لكنه اختار بإرادته الذي هو أدنى ، وقدَّم الخبيث على الطيب ، وطرد خيره مؤثرا شرَّه ، وأحيا فجوره وأمات بِرَّه ، فلم يبق من البياض والفطرة والإيمان إلا بقع من البياض الغارقة في لجة الخطيئة وطوفان السواد. وفي المقابل ينتصب القلب الحي صخرة شامخة تتكسر عليها أمواج الفتن ، وهذا سر تشبيهه بالصفا. قال القاضي عياض رحمه الله : " ليس تشبيهه بالصفا بيانا لبياضه ، لكن صفة أخرى لشدته على عقد الإيمان وسلامته من الخلل ، وأن الفتن لم تلصق به ولم تؤثر فيه كالصفا ، وهو الحجر الأملس الذي لا يعلق به شيء. وليعلم الداعية أن مدافعة الخصوم لا تكون أشد من مدافعة الأعداء في ساحات القتال، والمدافعة في ساحة القتال لا تكون بالالتحام دائمًا وإنما هناك الاختفاء والسكوت أيضًا، ولما نادى أبو سفيان المسلمين في معركة أحد بأعلى صوته: هل فيكم محمد؟ هل فيكم أبو بكر؟ هل فيكم عمر؟ لم يجبه أحد، مع أن الجواب كان أبعث للغيظ في قلب أبي سفيان من السكوت، ولكن الموقف كان يستلزم السكوت. فإذا حصل مثل هذا في سوح القتال فحصوله في الحياة اليومية أولى. إننا أصحاب دعوة أيها الأخوة، ولا يجوز أن ننزل عن مستوى دعوتنا الرفيع إلى حضيض التراشق ..، ولا يعذرنا الله إذا تركنا هذا المستوى العالي الذي أكرمنا الله به بحجة أن غيرنا جرنا إليه، إذ المؤمن لا يترك درجة من درجات إيمانه باستغواء من شيطان أو بجهالة من جاهل، بل من الواجب أن نقول: الله اغفر لنا وله، واهدنا وإياه، ولا تجعل غضبنا لأنفسنا، ولا في عملنا شيئا من أهوائنا. منقول عن موقع الحركة للفائدة | |
|